تجربتي مع سرطان الثدي والانتصار عليه
شهر أكتوبر من كل عام هو مخصص للتوعية حول سرطان الثدي، لأن معدلات النجاة من هذا النوع من السرطان باتت مرتفعة حيث تصل إلى 90 بمالئة فأكثر.
يؤكد الأطباء أن عدد المرضى الذين يموتون بسبب سرطان الثدي يتناقص كثيراً. ويرجع ذلك إلى حملات التوعية التي تقام في مختلف بلدان العالم، بهدف نشر الوعي حول سرطان الثدي والاكتشاف المبكر الذي يُنقذ الحياة. كذلك بهدف جمع التبرعات للاستمرار في إجراء الدراسات والأبحاث حول المرض لتقديم أفضل الحلول العلاجية للمرضى.
وتساهم الاكتشافات الحديثة في أبحاث سرطان الثدي في تقديم الدعم للأطباء المتخصصين، في اختيار البروتوكولات العلاجية الأكثر فعالية.
“سيّدتي” تشارك قرّاءها على تجربة الناجية من سرطان الثدي، السيدة فرح صالح، التي التقتها في منزلها وروت قصة انتصارها على سرطان الثدي، في الآتي:
اكتشاف الورم السرطاني قبل سن الأربعين
استهلت السيدة فرح صالح (43 عاماً)، أم لثلاثة أولاد، حديثها قائلة: “اكتشفت أن لدي ورماً في أحد الثديين في سن مبكرة، وذلك بعد إجراء صورة شعاعية وصوتية للثدي قبل سن الأربعين.
أما لماذا أجريت فحوص الكشف المبكر قبل هذه السن؟ فالجواب هو لأنني كنت في زيارة صباحية إلى جارتي، وهي التي تعمل في الصحافة الصحية منذ مدة طويلة، فاقترحت علي إجراء هذه الصور بسبب كثرة ظهور المرض لدى الفئات العمرية التي لم تصل إلى سن الأربعين”.
وتابعت الناجية من سرطان الثدي قائلة: “بالفعل أجريت الصور واكتشفت لدى طبيبة الأشعة أنني أعاني من سرطان الثدي، وأن الورم الخبيث حجمه 2 سنتمتراً. وكان ذلك عام 2020.
فور حصولي على النتائج الرسمية، حددت موعداً لدى المتخصصة في الأورام السرطانية الدكتورة كريستينا خاطر. فطلبت أن يُصار إلى أخذ خزعة من الورم لفحصها. وبعد صدور نتائج فحص الخزعة، تبين نوع سرطان الثدي الذي أعاني منه، وهو Medullary cancer. فعمدت الطبيبة بناء على ذلك، إلى تحديد بروتوكول العلاج الذي يجب أن أخضع له”.
واستطردت السيدة فرح قائلة: “بدأت بتلقي العلاج الكيميائي، وكان عدد الجلسات 16 جلسة أدت إلى تدمير الورم على نحو كبير، حتى بات لا يُرى.
ثم خضعت لجراحة تنظيف للثدي على يديّ الاختصاصي في جراحة الأورام السرطانية الدكتور شبل عازار.
وبعد مرور فترة شهرين على إنتهاء الجراحة، خضعت لـ30 جلسة أشعة في مستشفى جبل لبنان، أشرفت عليها الدكتورة كارولين جبور”.
الصحة النفسية أولوية خلال رحلة العلاج من سرطان الثدي
أردفت السيدة فرح أن: “الصحة النفسية لأية مريضة سرطان تلعب دوراً كبيراً في تغلبها على المرض والتعافي السريع. ويقول الأطباء إن النفسية الجيدة هي نصف العلاج، لتتخطى المريضة هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة وللتقليل من آلام العلاجات، حيث يجب البقاء في مزاج متفائل على الدوام، مع الدعم الأسري الكبير، وبدعم اختصاصي نفسي، إذا كانت حالة المريضة تحتاج إلى ذلك.
والأهم من ذلك أن لا تيأس المصابة بالسرطان، وتحاول طرد الأفكار السوداوية التي قد تجعل العلاج أقل فعالية، وتؤمن بأن حالتها قابلة للشفاء.
لقد استعنت بالصلاة والصبر، وكافحت من أجل زوجي، وهو الذي كان داعماً لي في كل خطوة من خطوات العلاج، وأولادي الذين في حاجة إلي كونهم لا يزالون أطفالاً.
كنت محاطة بالأشخاص الإيجابيين والداعمين، وبفضل الله وفضل التطور العلمي والدعم تمكنت من الانتصار على سرطان الثدي”.
نظام حياتي صحي بعد التعافي
وشددت الناجية من سرطان الثدي على أنها تتبّع اليوم نظاماً غذائياً صحياً فقيراً باللحوم والسكريات وغنياً بالخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون؛ وتمارس التمارين الرياضية بوتيرة يومية في منزلها الذي جهزته ببعض المعدات التي تساعدها على ذلك وتوفر لها الوقت، وعناء الذهاب إلى النادي الرياضي.
وهي لا تتأخر عن إجراء فحوص الكشف المبكر كل عام. وتدعو جميع النساء خصوصاً اللواتي وصلن إلى سن الأربعين واللواتي لديهن تاريخ عائلي مع سرطان الثدي في سن أبكر، بضرورة الخضوع للصورة الشعاعية والصورة الصوتية كذلك.
كما تلفت إلى ضرورة فحص الثدي وتحت الإبط يدوياً كل شهر، ابتداءً من اليوم الخامس من بدء الدورة الشهرية، وذلك بحركات دائرية لرصد أي ورم. وفي حال الشك بوجود كتلة صغيرة، أو أي تغير في جلد الثدي أو الحلمة المبادرة فوراً إلى استشارة الطبيب. لأن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يُنقذ الحياة.